الأربعاء، 17 يوليو 2019

أبيض ..

سألني حبيبي يومًا..
ماذا تحبي أن تكوني
لو ما كنتي من بني الإنسانْ؟!

أنا يا سيدي الضوءُ الأبيض..
أواجهُ حاجزَ قلبِك الزجاجي ..
أنكسرُ طوْعًا ..
أنتشرُ في كل مكانْ
أتحولُ طيْفًا يرقصُ
بإيقاعِ القلبِ المثقلِ بالأحزانْ

أتغيرُ للأحمرِ وهجًا
حين تعانقُني الأشواقْ
وكم من فراقٍ يليه فراقْ
وقلبي لا يقوى على النسيانْ

وبرتقالاتٌ حُلوة تجوبن الأرضْ
شرقَ وغرب .. وطولَ وعرضْ
تُهديك البهجة وتمحو الأشجانْ

والأصفرُ حين تحادثُني عن الأسفارْ
يشتعلُ جنوني وظنوني..
أتحرّقُ شكًا .. وأغارْ
يا ليت الأصفر أبدًا ما كانْ

أتحولُ لبساطٍ أخضر يمتدُّ
بين العينين ِ .. ويرتدُّ
ليطوفَ العالمَ والأكوانْ

والأزرقُ .. بحرٌ هائجُ لا يهدأْ
لا يسكن .. لا يهجع .. لا يعبأْ
كزئير قلبِك العاشق الظمآنْ

والنيلي ينسابُ في دفءٍ ..
في سحرٍ .. في عنفٍ .. في بطءٍ ..
كحلاوة ريقِك يجري بين الشطآنْ

وأخيرًا...
في عربةِ قلبي البنفسجية آتي إليكْ..
بالشغفِ ..باللهفِ .. أُهدي لعينيكْ..
ألفَ ألفَ أُضحيةِ وقُربانْ

يا سيدي..
الأبيضُ لو تعلم واقع وخيالْ ..
عالم مُفعَم .. مُمكن ومُحالْ ..
الأبيضُ يبدو ضعفًا.. زيفًا ..زورَ وبُهتانْ
لكن الأبيضَ في عمقِه طُهرٌ ونقاءْ
لا يعرفُ أبدًا مكرًا .. ودهاءْ
الأبيضُ .. بهجةُ الرائي في كلِ زمانْ

إن فرِح يومًا وتراقص
فرِح الكونُ لأزمانْ

وإن حزِن الأبيضُ وتلاشى
ذهبت معه كلُ الألوانْ ..

#نهى_إبراهيم
٢٥ أبريل ٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق