التيه

أما آن الأوان يا "تيه" أن تنتهي ؟!
أربعون عاما ولازلت بالقلب العليل تشتهي ؟!
تعبث وتمرح.. تترك آثارك ..
وتضع أوزارك .. ألا تستحي ؟!
ألا ترحل.. ألا ترحم.. ألا تنمحي ؟!
أربعون عاما هي كل ما قد كُتِب!!
إن كنت لا تعرف القراءة..
أعلمك إياها.. والأدب
تأدب في حضرتي يا هذا.. فقد أخذت ماتريد..
كل ما لك عندي قد ذهب
كل تلك الندوب والخطوب والذنوب..
كل الآثام.. كل العطب
لا تدنس مخدعي.. لا تلوث أدمعي ..
ارحل بعيدا ولا تقترب
أربعون عاما من "التيه" وكفى..
لن أترك بعدها يوما واحدا يعرف الهرب ..
سأهتدي بالنجوم وبالشمس وبالقمر
كل نخيل الواحات والصبار والحجر
لن أضلَ طريقي بعد اليوم.. لن أغترب ..
.. لن أغترب

٢٧ نوفمبر ٢٠١٧

مطر الشتا

نزل المطر في الشتا .. يغسل هموم الناس
يغزل من الحواديت .. جنة بدون حُرّاس
ينسج خيوط العشق .. تتخدر قلوب وحواس

انزل يا مطر الشتا .. وفتت قلوب الحجر
افحت طريق واروي .. واملاها ورد وشجر
مانتاش ضعيف يا مطر .. تقدر بكل حماس

وتاني يا مطر تاني .. ما تغلبك أحزان ..
قلب الحجر هيدوب .. يرقص كما النشوان
أصل الحجر دا كريم .. وقلبه زي الماس

طب ليه يا حجر تقبل .. تعيش بقلب جماد
لا يدق ولا يفرح .. ولا سالم من الأوغاد
كورة وحجلة وسيجة .. على كل لون ومقاس

وليه تنتظر م المطر .. يداوي ويطبب
ربك دا رب قلوب .. هو إللي بيسبب
تنزاح قساوة القلب .. يبقى الحجر إحساس

لِم المطر يا شتا .. يا صاحبي وفي صفي
دموعي صيف شتا .. بتكفِّي .. وتوفِّي
قلب الحجر ما يلين .. وأنا إللي قلبي انداس

هو ذاك .. !

هو ذاك.. لستَ نبيًا ولستُ ملاك
والهرب من عشقك محض هلاك
وما من مفر.. وما من سبيل
فكيف أراوغ.. وروحي عليل ؟!
كيف وصوتك تعربد فيه صلواتٌ وتراتيل ..
وجفن يعانق "خالا"
يعلّم العشاق موضع اللثم والتقبيل ..
وشعيرات فضية تسلقن لحية مخملية
وتأبين الرحيل ..
وعينان تدعوان للثورة بغير رحمة
ولا تعرفان غير العشق قائدا نبيل ..
وخطوط العنق تتلوى في اشتهاء
وتحض علي التشبث الذليل ..
وحضن ماجن يروي عذراوات
ألف ألف جيل ..
وذراعان تحطمان الأسوار شوقا
وراء المستحيل ..
كل مافيك يُنادي.. ويُغري.. ويثور
كل مافيك يفجّر ينابيع عشق
وشغف.. وشبق جميل ..
فلمَ لا تبوح.. لمَ تقبل بالعجز الهزيل ؟!
لا تخضع.. لا تخنع.. لا تستكين
لا تقبع في ركن كالرهينة
لا تصمت ككل ثوار المدينة
لا تقبل بغير العشق بديل ..
أقولها أنا ولا أخشى شيئا
أوَليس يكفيك حبي دليل ؟!

#نهى_إبراهيم