الثلاثاء، 5 فبراير 2019

لا عزاءَ .. لمَن يهواك !

خلف القُضبان ..
جلسَ القلبُ كسيرًا
يستجمعُ كلَ الأشتات ..
لا يعرفُ أني أرقبُه
حينًا .. أو ساعة
أو حتى عدة سنوات ..!
الخطة كانت ألا يرتاب
حتى لا يحذَر ..
أو مِني يحتاط ..
خلعَ رداءَ الخوفِ
إذ ماذا يخيفُ سجينًا
داخل حُجرات ..
أوَلم تُنزعْ حريتُه
عُنوة وأصبحَ
رقمًا في سجلات ؟
في الركنِ المظلم
داخل زنزانته
كتب على الحائط
بعضًا من أبيات ..
شهَق .. وزفَر ..
ثم انتظَر ..
كي يسمع صوتَ
حفيفٍ بالطُرقات ..!
كنتُ أنا ..
في مِعطفِ الغدر
جئتُ أتلثمُ
بوشاحِ الحيّات !
أعددتُ العُدة
أتْلَفْتُ الجَرس
أغوَيتُ الحَرَس
أطفأتُ جميعَ الشمعات !
مددتُ يدي في خفة
أفتحُ قفلَ الزنزانة
وبكلِ إصرارٍ وثبات ..!
أُذهِل حين رآني
فأشرتُ إليه ليتبعَني
هيا معي يا هذا
تحرّك من سُكات !
ألا تريد حريتك
في جُعبتي كل
صُنوفِ الحُريات ..
سِرتُ وسارَ أمامي
غبيٌ أحمق لا يدري
أن مصيره ..
في الظُلمات ..
خرجنا من الأسوارْ
وهنا .. القلبُ استدارْ
من أنتِ ..
يا صاحبة الخيرات ..؟
آهٍ لو تدري يا هذا ..
قاتِلتُك أنا ..
بلا .. رحمات ..!
قلتُ لا شيئ يُهم
وبغير كلامٍ يُذكر
رحتُ أُكيلُ الطعنات ..
للقلبِ يمينًا ويسارًا
للحبِ الساكنِ
في الجَنبات ..
لبراءةِ الحُلمِ ..
للطُهرِ .. للعُمرِ
الضائعِ في الخيبات ..

هنا يرقدُ بسلام
قلبٌ قد كان
وفيًا للعهد
في يومِ من الأيام
أبدا ما خان ..
أبدا ما باع وتاجر
بذكرى الحكايات ..
راح ضحيةَ حبِه
للأحلام .. للأوهام ..
راح ضحية .. وذنبه
" صدّق تُرهات " ..

مات القلبُ شهيدًا
يحمل وزرَ
ما قد فات ..
مات القلبُ وحيدًا
تصحبه
كلُ اللعنات ..
مات قلبي .. ومِتُ
وأبدًا .. أبدًا ..
حبُك ما مات ..