الخميس، 3 يناير 2019

لا تُعاتبني

لا تُعاتبني..
ولا تُحاسبني عمّا جرى..
في وطنٍ يعشق أنصافَ الحلول .. أنصافَ الحقوق
لم أعرفْ سوى أشباهَ الرجال
وبين سفرٍ وإبحارٍ وتغريبٍ وترحال
لم أجدْ غيرَ أصنامٍ خاويةٍ زائفة
ماعبدتُها يومًا - ولا أزال
صادقتُ الدجّالين والعرّافين والمشعوذين
أجل.. صدّقتُ أصحابَ الحيلِ وأهلَ الضلال
انبهرت بالسحرة وبالحواة وبالمهرجين
كل العُهّارِ .. كل الأفاقين - بلا جدال

ماحيلتي؟ وكل الذي في جُعبتي
سذاجةُ الأحلامِ.. وبراءةُ الأطفال
عُذرًا.. لم أبحثْ عنك يومًا
فقد كنتَ في الغيبِ محضَ خيال
ولا زلتُ لا أصدق..
أنك بين أضلعي تنبِض
أنك في واقعي ترفُض
تغضبُ.. تحتدُّ ..وتُرعِد
فلولاك لكنت أقسمت بأن الرجولة في زوال
لا تستسلم وتكتفي.. لا تختفِ
حطّم.. مزّق.. امحُ كل الأوحال
فاليأسُ يا سيدي مثل الخيانة
لا يليق بساحة القتال

لا تُطالبُني وحدي بالثورة.. بتغيير الحال
أنا لستُ من الثائرين والمناضلين وأصحابِ القضايا
لستُ من الأبطال
أَعرِفُني جيدًا..
أنا أضعفُ مما يبدو لك
لا أملكُ غيرَ قلبٍ جريح.. آمن بك
آمن بالفكرة..
فأنت الدليلُ وأنت المثال
إن شِئتَ .. شِئنا معًا..
وإن ثُرتَ .. ثُرنا معًا ..
نُقتَل أو نُصلَب أو نُسجَن معًا ..
أو استطعنا تحقيقَ الحُلمِ المُحال

فقدتُ بصيرتي في مسيرتي
لم أعد أرى نورًا
كل الذي أرى أشباحًا وظلال
أبصيرةٌ واحدة تكفي لاثنين؟
يا سيدي.. أعجزتني إجابةُ السؤال

لا تُعاتبني..
ولا تُحاسبني عمّا جرى..
في وطنٍ يبيع الأرضَ بالمالِ والغِلالِ والمصالحِ المشبوهة
لا نحصدُ غيرَ خيبةِ الآمال..

#نهى_إبراهيم
كُتبت في نوفمبر 2017