الخميس، 2 فبراير 2012

الإحساس " مش " نعمة !



     أن تراقب مزيدًا من الدماء تراق أمام ناظريك دون وجه حق وأنت عاجز لا تملك غير الإحساس فهو ليس نعمة ..
     أن ترى الكثير من البسطاء ينزلون من بيوتهم في برد فبراير يرفعون الأعلام .. يصيحون ويهللون مسترقين بعض لحظات السعادة في حلبة مباراة فيتم استغلالهم للمرة المليون كجزء من مباراةٍ أخرى هي الأكثر دموية وشراسة وضعها الحكام لحساباتهم الشخصية الوضيعة وأنت لا تملك غير الإحساس فهو ليس نعمة ..
     أن ترى فريقا يصارع فريقا .. وفريقا يقود فريقا .. وفريقا يزفّ فريقا .. وأنت تقف مكتوف الأيدي مع الفريق العاجز لا تملك غير الإحساس فهو ليس نعمة ..
     أن ترى الدجالين والمشعوذين والداعرين والطبالين والمهللين والكذّابين والمتحولين والمتلونين يدنّسون طهر الحلبة بأقدامهم النجسة العفنة وأنت في انتظار قرار من يمثلونك في المجلس لا تملك غير الإحساس فهو ليس نعمة ..

     هو ابتلاء من السماء .. بل امتحان الإله لنا نحن الذين لا نمتلك ولا نريد أن نمتلك غير الإحساس .. أفبالإحساس يا سادة تدار المعركة ؟ أبالإحساس تحقن الدماء ؟ أبالإحساس نخلّص الوطن من محتلٍ غاشم عديم الإحساس ؟ أبالإحساس يسقط حكم العسكر ؟
       
     للمرة التي لا أذكر عددها ـ فما أكثرها من مرات ـ نتحمل جميعًا دماء شهداءنا .. مَن دبّر ومَن قتل ومَن ترك ومَن شاهد ومَن سكت ومَن سمح ومَن هاجم ومَن ادّعى ومَن لا يريد أن يملك غير الإحساس ..

     من كان منكم لا يرغب في تحمل المزيد من الدماء التي تراق "وستراق" ، عليه أن يبحث عن شئ آخر أو أن يستأصل تلك الخلايا من جسده للأبد حتى لا تؤرقه بعد اليوم .. انزعوا إحساسكم يا سادة .. إن كنتم لا تعلمون كيف ؟ اسألوا حكامكم !  

هناك تعليق واحد:

  1. كفانا الله وإياكم شر فاقدى الاحساس ومن لايعرفون الله ولا يراعون حرمة الدم

    ردحذف